
أيقونات صنعت من المستحيل معجزة لها
سراج -فلسطين – ليان عبد الله – على قارعة العمر نراقب ما يجري لنا عندما نصمت، لا يرى الحلم الذي يريده الإنسان في الحياة، عندما تكون لغة خطابك مختلفة ستواجه العديد من العقبات لإكمال الطريق الذي تقف الآن عليه، فدائماً ما تتصدر في قائمتنا اليومية أن الإعاقة نقص فيينا لكن هل تعرف هناك العديد من الشخصيات المشهورة الصمّاء؛ لكن بإرادتها صنعت المستحيل.
يوجد في كل أنحاء العالم 72 مليون أصم، إليكم بعض الشخصيات الملهمة التي واجهت الإعاقة السمعية بشخصية مفعمة بالأمل والإنجاز.
بيتهوفن … الموسيقى كحلم لا أستطيع سماعه
تعد الموسيقى لغة عالمية وفن له أصل وحياة، لكن عندما يسود الصمت لغة الموسيقى كيف سيتم تأليفها دون سماعها، أليس ذلك غريباً!
لكن بيتهوفن كان مؤلفاً غَزير الإنتاج وفي الشكل الموسيقي كان مُبتكراً مُبدعً، حيث قام بتوسيع نطاق السوناتا، والسمفونية والكوني شر والرباعية، بينما في اللحن التاسع جمع بين عوالم الموسيقى الصوتية والآلات بطريقة لم يسبق لها مثيل.
تميزت حياته الشخصية بصراعٍ بطولي ضد الصّمم الزاحف نحوه؛ فبحلول عام 1798 بدأ ملاحظة ضعف سمعه، لكن سرعان ما فقده في عمر الشباب، فهنا بدأ التحدي الحقيقي حينما ألف سمفونيته التاسعة دون سماعها بشكل كامل.
كيلر … معجزة الإرادة الإنسانية
وُلدت هيلين كيلر عام 1988 كباقي الأطفال بصحة جيدة لكن شاء القدر عند بلوغها تسعةً عشر شهرأً أن تصاب بحمى شديدة فقدت على إثرها السمع والبصر، وشخّص الأطباء مرضها على أنه التهاب السحايا.
تربت هيلين في وسط ثري، لديها طموحات عالية تقضي وقتها في تعلم لغة الإشارة لتستطيع التواصل مع العالم الخارجي، وكانت والدتها حريصاً على علاجها وتعليمها.
لم يمنعها فقدانها السمع في سن مبكر من عمرها من مواصلة المسيرة التعليمية فقد كانت فتاة ذكية تجيد التواصل مع الآخرين، فهي تعد الأديبة، المحاضرة، الناشطة الامريكية، ومن أعظم الشخصيات التي جاءت في القرن التاسع عشر فقد ألهمت الكثيرين بإصرارها فاصبحت أيقونة في التغلب على الصم والبكم كأول كفيف وأصم يحصل على شهادة الليسانس.
توماس اديسون … رجلُ أضاء العالم
توماس اديسون، رجل أضاء العالم في وسط ظلامٍ دامس، لديه أكثر من ألف اختراع، والغريب في الأمر أن هذا الرجل لم يُكمل تعليمه، ووصفه المدرسون بأنه فاشل وطُرد من المدرسة وهو طفل لكنه مخترع المصباح الذي لا يستغنى عنه الآن في حياتنا اليومية.
وقد تعرض اديسون في حياته للعديد من المشاكل المتعلقة بالسمع في مراحل عمرية مبكرة أدت إلى إصابته بالصمم، الذي نتج عنه تعرضه للإصابة بالحمى القزمية لأكثر من مرة في طفولته، دون تلقي العلاج اللازم للتخلص من الإلتهاب الذي أصاب الأذن الوسطى لديه، وعاش اصماَ بقية حياته.
في سن صغير أصبح رابع أكثر مخترع إنتاجا والحاصل على 243 براءة اختراع أمريكية إلى جانب العديد من البراءات في فرنسا وألمانيا، كان يدرس في البيت ويبع الصحف في محطات القطار، قام بإجراء التجارب الكيميائية وقع حادثٌ أدى إلى اشتعال المختبر بالنيران تعرض من خلالها الى التسبب في مشاكل السمع في مرحلة عمرية صغيرة له، فكان سبب اختراع المصباح الذي نجح بعد 99 تجربة في صنعه هو مرض أمه التي كانت السبب وراء هذا النجاح لهذا المخترع العظيم الذي كان يؤمن أن 10% عبقرية و90% جهد وتعب لتنال النجاح.
الرافعي … معجزة الأدب العربي
مصطفى صادق الرافعي، من مواليد يناير عام 1880 شخص وجد في الكتابة ملجأ الحياة له عندما فقد سماع العالم الخارجي، أحد أهم الأدباء العرب في القرن العشرين، كتب في الشعر، الأدب، البلاغة، وهو فيلسوف مصري من أصل سوري، ينتمي إلى مدرسة المحافظين.
يعود نسبه الى الخليفة عمر بن الخطاب أصيب بمرض أقعده عن الدراسة الأبتدائية عدة شهور وخرج من سريره مصاباً في أذنيه واشتد مرضه في الثلاثينات حتى فقد سمعه وتوفي في مايو عام 1937 في طنطا، وأصبح الرافعي أصمًا بعد إصابته بحمى التيفويد وعلى الرغم من إعاقته في السمع وحقيقة أنه كان يعلم نفسه، فقد صار أحد أشهر الشعراء العرب.
أَلف كُتباً عديدة منها: وحي القلم، تاريخ آداب العرب، إعجاز القرآن والبلاغة النبوية، وتحت راية القرآن، كتاب المساكين، وعلى السفود، ديوان النظرات، السمو الروحي الأعظم، الجمال الفني في البلاغة النبوية، حديث القمر، و أوراق الورد.
ومن مقولاته الشهيرة في الشعر العربي القديم ” أن في الشعر العربى قيوداً لا تتيح له أن ينظم بالشعر كل ما يريده أن يعبر عن نفسه ” وهذه القيود الوزن والقافية .
تعدُّ دولة فلسطين من البلدان التي ترتفع فيها نسبة ذوي الاحتياجات الخاصة، مقارنة بحجم سكانها؛ ويعود السبب إلى الإجراءات التعسفية التي يمارسها المحتل الإسرائيلي ضد الفلسطينيين؛ فمنذ انتفاضة عام 1987، أرتفعت أعداد المعاقين سريعًا نتيجة إفراط في استخدام القوة بكل أشكالها ضد أبناء الشعب، غضافة إلى التاخر في تقديم الدعم المعنوي لهم، ما يجعل العائق النفسي حاجزا كبيرا امامهم قبل البدء في مرحلة تجاوز الحدث الذي اصابهم.