Back

تاريخ لغة الإشارة في الوطن العربي

سراج _ فلسطين _ صمود مسلط_كان البشر يستخدمون نظام الإشارات منذ القدم للتواصل فيما بينهم قبل تأليف اللغات المختلفة وإختراعها في شتى أرجاء العالم، وكما هو الحال بالنسبة للغات المنطوقة وتخصيص لغة معينة منها لكل دولة، تختلف لغات الإشارة من بلدٍ إلى آخر..

يستعمل الصم العرب لغة الإشارة بصفة طبيعية، ولكنها لم تكن مستعملة كوسيلة إتصال بين السامع والأصم أو بين المعلم والطالب الأصم إلا في العقود الأخيرة حيث بدأت بعض المحاولات، كانت أول محاولة لوضع لغة الإشارة العربية للصم عام 1972 م قدمتها الجمعية الأهلية المصرية لرعاية الصم وتلتها الكثير من المحاولات والدراسات الفردية للتعرف على هذه اللغة وعلى هذه الفئة بغية التواصل معهم، ومن ثم بدأ الأصم العربي يفرض وجوده ولغته من خلال مشاركته في المؤتمرات، حيث طالب الصم عام 1978 خلال المؤتمر العربي الثالث بإشتراكهم في المؤتمرات الرسمية ولم يؤخذ طلبهم بعين الاعتبار وقتها حتى عام 1983 حيث شارك البعض منهم في ندوة أُقيمت في سوريا وكان لهم حضوراً مميزاً.

ومنذ عام 1985 بدأ الإهتمام باللغة يتزايد من قبل الأخصائيين، وبدأت المدارس تستخدمها في تنفيذ برامجها وتستعملها كوسيلة إتصال رئيسية ولاقت نجاحاً وتجاوباً كبير، ونمت وتطورت لغة الإشارات للصم العرب بسرعة بفضل جهود الأشخاص الصم أنفسهم والذين يعملون معهم وجاء هذا النجاح بعد أن أصبحت أندية وجمعيات الصم المنتشرة في الوطن العربي تتلمس قضاياهم وتطالب بتوفير الخدمات الأفضل لهم وبالتالي شكلت ضغطاً مشروعاً على أصحاب القرار والقائمين على رعايتهم.

طريقة انتشار لغة الإشارة :

أعتمدت لغة الإشارة رسمياً خلال المؤتمر السادس للهيئات العاملة في رعاية الصم الذي عقد في دولة الإمارات العربية المتحدة بمدينة الشارقة سنة 1991 م وبدأت الدول العربية تتجه نحو إستعمال لغة الإشارة في تدريس الصم وظهر أَثر ذلك مفهوم وطريقة “الاتصال الكل” التي إتبعت في الدول المتقدمة وبعض المدارس العربية.

ولكن وللأسف رغم التطور الذي حصل مازالت بعض المدارس في الوطن العربي تستخدم الطرق القديمة التي كانت متبعة منذ سنة 1816، إلا أن إصرار الصم على تبليغ رسالتهم وقوة إرادتهم بإقناع السامعين بلغتهم جعلهم يحققون الكثير، بنشر هذه اللغة في مجتمعاتهم وذلك بتنظيم دورات تكوينية استهدفت العديد من الأشخاص والمؤسسات والمختصين بغية تعريف كافة شرائح المجتمع بهذه اللغة وبالتالي إتصال وتواصل جيد.

الدول التي اعتمدت لغة الإشارة :

تم توثيق لغة الإشارة في معظم الدول العربية ونذكر منها بعض الدول وهي: مصر، الأردن، فلسطين، ليبيا، العراق، الامارات، الكويت، السعودية، المغرب، السودان، موريتانيا، قطر، سلطنة عمان، سوريا، لبنان. وتعدى الأمر ذلك إذ أعدت الكثير من الدول العربية قواميس للغة الإشارة الخاصة بها ووضعتها على أجهزة الكمبيوتر وعلى مواقع بالأنترنت لنشرها والتعريف بلغة أبنائهم الصم، كما خصصت أيضا نشرات إخبارية وبرامج تلفزيونية مترجمة بلغة الإشارة.

وتُوجَ العمل بتوحيد لغة الإشارة العربية ووضعها في شكل قاموس إشاري عربي بإشراف جامعة الدول العربية والمنظمة العربية للثقافة والعلوم والاتحاد العربي للهيئات العاملة برعاية الصم بحضور نخبة من الخبراء الصم العرب، ويقع الآن إعتماد هذا القاموس في الكثير من مدارس تعليم الصم (لغة الإشارة العربية الفصحى إن جاز التعبير)، علما وأنه تم إنجازه عام 2001 في الإمارات وتم توحيد أكثر من ألف مصطلح إشاري بعد سلسلة من الإستشارات مع دول الإمارات العربية المتحدة وسوريا ومصر وتونس، ولكن يبقى هذا القاموس الإشاري في حاجة إلى تحسين، وملائمته حسب ثقافات البلدان المختلفة واستكمالاً للجهود التي بُذِلت، انعقدت في دولة قطر سنة 2005 ورشة جديدة حول لغة الإشارات تحت إشراف جامعة  الدول العربية وهياكل أخرى.

وتختلف لغة الإشارة العربية بين دول الوطن العربي، كما هو الحال بالنسبة لإختلاف اللهجات في اللغات المنطوقة بين البلدان العربية؛ فمثلاً هناك لغة إشارة سعودية، وأخرى كويتية، ولغة إشارة مصرية،وغيرها.

طالبة اعلام في جامعة خضوري سنة ثالثة، صانعة محتوى أُجيد كتابة وتصوير و منتاج التقارير الصحفية و افضل كتابة القصص الصحفية،لانها الاكثر قرب للناس .