
رزان شعيبات..مصممة ومدربة جرافيك صَمَّاء
رام الله –سراج– فداء حمود – بروحها المرحة، و بسمتها الجميلة، وأسلوبها العفوي، و إبداعها وشغفها في مجالها، تميزت على من يسمعون، لتَشُقَ رزان شعيبات (29عاما) من بيت لحم طريقها في عالم التصميم و الجرافيك، ضَعُفَ سَمَعَها بعد ارتفاع حرارتها وهي طالبة في المدرسة؛ الطب حينها أكد ان حياتها لن تعود كما كانت، فكان الحل الطبي تركيب سماعة إضافية لها، والحل النفسي ابتكرته هي بقوة عزيمتها، بل أصبح محفزا إضافياً لإتمام مسيرتها التعليمية.
تقول رزان: ” كان في تحدي وهذه الشيء يحتاج إلى إرادة لحتى الشخص يكمل دراسته و يصل لَّلي بدو إيا، أنا ولا مرة شعرت إني غريبة أو مختلفة عن باقي الطالبات “.
كان أهلها الداعم الاول و المستمر لها منذ إصابتها بضعف السمع، و تضيف :” أهلي كانوا يدعموني دائما و لا مرة جعلوني أشعر إن عندي مشكلة، وكانوا يحبوا يشوفوني بدرس،و مع ذلك كملت دراستي بنفس المدرسة بنات بيت ساحور الثانوية “.
تحديات مرحلة الدراسة:
درست دبلوم تصميم جرافيك في كلية فلسطين التقنية فرع العروب، و بعدها أكملت دراستها و حصلت على درجة البكالوريوس التصميم جرافيك في جامعة البوليتكنك، تُؤَكِدُ أنها لم تُجبر على أي شيء، بل اختارت تخصصها وشكل حياتها بكامل إرادتها، وتضيف:”اخترت تصميم الجرافيك لاني شعرت بإن كل التخصصات و المهنيين بحاجة لأشخاص يصممون لهم الاعلانات و التصاميم وانا لدي شغف كبير فيه “.
ما بين دراستها للدبلوم والبكالوريوس ( 2012م – 2016م) أنهت العديد من الدورات المساندة لتخصصها، فأتقنت عدة برامج منها ( Photoshop – After Effects) ) وغيرها من البرامج، كما تعلمت لغة الاشارة عام 2014 في بيت لحم، اعتادت زيارة مدرسة الاتصال التام في جمعية الهلال الاحمر في البيرة؛ لتتواجد بين اشخاص من فئة الصم ،لكي تتقن لغة الإشارة فلا تنساه، وذلك لعدم وجود اشخاص حولها من الصم في بيت لحم .
تمكنت من رسم هوية الموقع بشكل كبير جدا يقول مدير موقع سراج محمد علوان، ويضيف:” تفاجأت بشخصيتها و أسلوبها المبتكر في التواصل، تناقشنا في المنصة بعنفوانية واستمتاع، وتشعرك مع كل مهمة جديدة بأنها ترغب أن تتقنها لأبعد حد، ووجودها معنا ضمن الطاقم ساعدنا بشكل كبير على إعطاء نموذج متميز لهويتنا البصرية”.
لا يسير أمر في الموقع دون ان تؤكد رزان على سلامة تصميمه وملائمته للموقع، بهدوء وروية تنتج المطلوب منها، كما قدمت دورة تصميم أون لاين، وتدربت على إعطاء مثل هذه الدورات، وهي الآن إحدى مدربات الموقع .
تَقَبُل رزان لذاتها:
تتحرك رزان في مدرسة الاتصال التام بكل راحة، ولكنها تؤكد أنها ترتاح في أي مكان تجد فيه مني فهمها أصَم كان أو متحدث، وتشير ان قدرتها على قراءة الشفاه تساعدها كثيرا على فهم ما يريد من يُحدِثها، وأنها قادرة على الرد بطريقة يفهمها المعظم، تذكر اسم أسمهان عصفور كثيرا، صديقتها ومعلمتها في لغة الاشارة، علمت قبلها أسمهان الكثير من الطلبة والطالبات ولكنها تبتسم لها دائما وتنظر إلينا قائلة:” رزان جدعة، شخصيتها قوية، وبتفرض حالها بقدراتها”٠
وتضيف اسمهان:” يا ريت كل الصُم عندهم شخصية رزان، لأن قوة الشخصية بتساعدهم بنسبة جدا عالية في تجاوز الصعوبات اللِّي ممكن تواجههم في ظل مجتمع يفتقد لأساسيات التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة، رزان مميزة انها تبادر، تنفذ بسرعة تصبح جزء من أي مجموعة تتواجد بينها كمصممة او كفتاة عادية بين صديقاتها”.
فرص العمل بعد التخرج:
بحثت رزان كثيرا عن فرصة عمل في مجال التصميم، فتوظفت بعدة مؤسسات وشركات، حيث كان أساتذتها يقترحون اسمها على المؤسسات التي تبحث عن مصممين،كان لديها روح المشاركة بالمبادرات و النشاطات،خلال عام 2015 شاركت في مبادرة الشباب كوسطاء لتغير السلوك، بالتعاون مع جمعية الهلال الاحمر الفلسطيني و نادي خريجين الصم حيث عملت على تصميم شعار المبادرة، كما شاركت عام 2018 في مبادرة تحمل عنوان( لا للعنف ضد الاطفال ذوي الاعاقة ) بالتعاون مع مؤسسة قادر والاتحاد العام للأشخاص ذوي الإعاقة ، وعملت على تصميم فيديو و لافتات لتلك المباردة ، كما وتشغل منذ عامين منصب مصمم رئيسي في منصة سراج التعليمية، ومدربة في مجال التصميم للصم.
كما تعمل موظفة في ديوان الموظفين العام الفلسطيني، حيث عملت عدة تصاميم للديوان ، منها دليل للعمل ، وتؤكد انها ترغب ان تساعد الصم قدر المستطاع في تحقيق طموحهم، وتدعوهم للمحاربة من أجل تحقيق أحلامهم التي ستكون قريبة منهم إن عملوا عليها.
وعملت رزان على التسويق لنفسها من خلال ما تعرفه من وسائل، فصممت صفحة (بيهانس)، وتعمل على ترتيب جميع تصاميها عليها، تقول رزان: ” عندما يطلب مني أي شخص أن يرى تصاميمي ابعت له رابط الصفحة، التي يوجد عليها جميع أعمالي و تصاميمي من شعارات و غيرها من التصاميم “.
السعي الحثيث لتحقيق طموحاتها يبدو عليها أينما كانت، أظهرت حبها لمجال التصميم وشغفها الكبير بالدعاية والإعلان، فهي تحب أن تصمم قصص متحركة للأطفال، تنشرها على قناتها بمنصة اليوتيوب، تقول ” لم أحصل على فرصة للعمل بالدعاية والإعلان، وأطمح أن أحصل على وظيفة كاملة بهذا المجال، و أن أكون مُلمة بأكبر معلومات وحرفية في التصميم”، وأنهت قائلة: “يجب أن نبدأ بقناعة وشغف، ويجب أن يكون لدينا حب لما نعمل؛ لنُبدِع في المجال الذي نحبه و نوصل الرسالة التي نريد إيصالها”.