Back

سجى… البطالة لم تقف عائقاً أمامها

بلقيس زيادة-سراج-رام الله- بعزيمتها المعهودة تفوقت الطالبة سجى ريان في جامعة فلسطين التقنية خضوري بمجموع تراكمي (94,1%)، وحصدت المركز الأول على مستوى الجامعة في تخصصها لغة الإشارة، إلا أن شغفها انهار بعد تخرُجها، وحوَّلَت مسار دراستها لمنحنى آخر، وَقَفَ سوق العمل عائقاً أمامها؛ بحجة اكتفائه، فلم يسمح لها بممارسة مهنتها التي طالما حَلُمت بها، فلم تلبث إلا أن قامت باتخاذ قرار مجازف آخر، وهو بداية تعلمها من جديد وبتخصص مختلف، فاختارت بكالوريوس التربية الخاصة في جامعة القدس المفتوحة، عسى أن يكون هو القرار الأمثل.

بمرارةٍ تقول: “تخيلي تتخرجي بامتياز وما يقَدروكِ بوظيفة، هل الشي كثير بخنق، وفقدت الأمل بإني أتوظف بتخصص لغة الإشارة، لأنه ولا أي مؤسسة استقبلتنا كخريجين، ولا حتى كمتطوعين”.

 

لغة الإشارة في جامعة خضوري:
انطلق تخصص لغة الإشارة في جامعة خضوري قبل3 سنوات، حيث اعتُبِرَت الجامعة الرائدة لهذا التخصص، والتخصصات التقنية بشكل عام، فهو الأول من نوعه في الجامعات الفلسطينية الذي يركز على الإعاقة السمعية، وتسعى الجامعة لتجهيز الطلاب لمواجهة سوق العمل، حيث تعطي الطالب ما هو بحاجة له من تدريبات وممارسات عملية، وبعد ذلك يقف الطالب أمام مسألة الدافعية أو ما له علاقة بمستوى الذكاء، ومستوى قدرات الطالب.

ضعف سوق العمل لدى الخريجين:

 

سوق العمل ومعلمي لغة الإشارة على تماس مباشر، يحاولون فرض مترجمين على السوق للتأكد من وجود مترجم للصم في كل مكان، إلا أن الإهتمام بهذه الفئة ضعيف جداً، مدرس لغة الإشارة في جامعة خضوري أ.حاتم البرغوثي :”يؤكد كفاءة الخريجين العالية، وقدرتهم على الإنخراط في أي مؤسسة، إلا أن السوق لم يهيئ لهم مساحة، ليس لقلة الفرص بل لانعدام التفكير بزبون واحد أصم قد يأتيهم خلال اليوم”.

وأضاف : “يأخذ الطالب قواميس لغة إشارة، كالإشارة الفلسطينية بمستويين أول وثاني، لغة الإشارة الأمريكية، ومساقات الترجمة أول و ثاني، إضافة إلى ذلك يتم صقل كل المسائل على المستوى العلمي خلال التدريب في مؤسسات للصم”.
ويصرح: “رغم ذلك يقف السوق أحياناً عائقاً أمام توافر فرص العمل لدى هذه الفئة من الطلاب، حيث ينقسم السوق إلى شقين، حكومي، وخاص، فالجانب الحكومي من المفترض أن يكون هو الأجدر بتوظيف هؤلاء، إلا أنه حتى هذه اللحظة لم يصل إلى المستوى المطلوب، والقطاع الخاص سبق الحكومي بهذا الجانب”.
على الرغم من حداثة هذا التخصص إلا أن نِسَبَ البطالة باهظة؛ لأن الإعتماد الأول اقتصر على مترجمي لغة الإشارة خريجي الدورات، فلم تسمح الفرص لخريجي الجامعات العمل بالمجال، حتى تطوعاً.

ضعف التحاق الصم بالجامعات الفلسطينية:
إن هناك قصوراً رسمياً فلسطينياً في الإهتمام بالأشخاص من ذوي، وذوات الهمم، و تقول أخصائية لغة الإشارة اسمهان عصفور:”عدم إدماج اللغة في الكثير من المرافق الحيوية كوزارة الصحة والتعليم، وكذلك إنعدامها في المحاكم الفلسطينية، وعدم وجود مترجمين في هذه المؤسسات يفاقم التحديات التي يعيشها أصحاب هذه الفئة إلى جانب مؤسسة حيوية أخرى كالبنوك والمطاعم والمشافي وغيرها”.
ونوهت عصفور : “إلى أن الإشكاليات الأكبر متعلقة باستثنائهم من قانون المعاق الفلسطيني؛ حيث القانون يستثنيهم من الفئات الجمركية والإعفاء غير مطبق عليهم مقارنة بفئات الإعاقة الأخرى البصرية والحركية والذهنية وغيرها”.
تداعت مشكلة الصُم أيضاً بعد جائحة كوفيد – 19، وكانوا من أكثر الفئات تضرراً حيث لم تتجاوز نسبة النجاح في الثانوية العامة في الضفة الغربية (0 %)، لعدم وجود ترجمة لمناهجهم الدراسية، عبر الأدوات الرقمية.
يرتفع عدد خريجي تخصص ترجمة لغة الإشارة سنوياً، فيما لا تتجاوز نسبة المشاركة العملية لهم في مرافق الحياة الطبيعة ال5% المفروضة من الحكومة على بعض المؤسسات الحكومية، ما يُبقي سجى وزملائها في خانة البطالة التي تطول سنوياً في فلسطين.

 

صحفية فلسطينية شاملة