
سليمان معصراني… سفير عالمي جال البلاد على قدميه
سراج– بيلسان عسلية- على الرغم من تعرضه لشلل الأطفال وإجرائه نحو سبع عمليات جراحية؛ لتجاوز إعاقته إلا أنه قرر قطع مئات الكيلومترات مشيا على الأقدام ضمن الرحلة الانسانية “لا للشلل… لا للإعاقة”، تمكن الشاب السوري سليمان معصراني من تجاوز إعاقته التي تعرض لها منذ طفولته وزيارة ما يقارب 99 دولة حول العالم مشياً على الأقدام؛ لُيثبت للعالم بأنه مصدر فخر.
درس معصراني البكالوريوس في الهندسة الطيبوغرافية في جامعة دمشق، والدكتوراه في العلوم الإنسانية من جامعة تورنتو في كندا، إلا أن إعاقته كانت بمثابة عائقا كبيرا في توظيفه، وذلك بعد رفض مدير أحدى الشركات توظيف سليمان على الرغم من اجتيازه كافة الاختبارات قائلا “نحن لا نوظف مشلولا”، فقرر سليمان عندها العودة إلى منزله مشيا عى الأقدام ليقطع مسافة 38 كيلومترا من موقع الشركة إلى منزله، وكان ذلك بمثابة التحدي الأول لمشوار الرحلات سيراً على الأقدام.
مسير إنساني:
تمثلت الرحلة الأهم لسليمان بمسير إنساني طويل دعما لبرنامج منظمة الصحة العالمية للقضاء على شلل الأطفال، وكان ذلك في فبراير 2004 وقطع خلاله ما يقارب 18780 كيلومترا خلال عام ونصف، لتنتهي الرحلة في اغسطس 2005، حيث شملت الرحلة كل من الأردن، السعودية، الإمارات، قطر، البحرين، سلطنة عُمان، الكويت ومن ثم السعودية لأداء فريضة الحج وأكمل رحلته مرورا بمصر ومن ثم إيران، وأوزبكستان، اذربيجان، كازاخستان وسوريا، وخلال رحلته زار الكثير من مراكز المعاقين، الأيتام والمسنين، وأرسلت مجموعة من الدول دعوات لسليمان للمشاركة بالفعاليات والندوات التأهيلية.
كما زار اليمن، دول افريقيا والدول الأوروبية منها أمريكا الجنوبية وسان باولو ووصل إلى مقر الأمم المتحدة، وقام ايضا برحلة ﻣﻤﻴﺰة إﻟﻰ ﻣﺎﻟﻴﺰﻳﺎ، زار من خلالها أكبر مركز تأهيلي للأطفال الصم والبكم ومشفى علاج السرطان، كما تسلق أطول جبل أسيوي إلى قمة 1400 متر فوق سطح البحر ورفع علم وطنه سوريا.
الحياة العملية لسليمان:
عُيّن معصراني سفيراً للطفولة في دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من قبل المنظمة الكشفية، اليونسيف والصحة العالمية، وعضو في منظمة العفو الدولية، وعضو ومشرف دولي في الجمعية العالمية لأصدقاء أطفال السرطان، ومدرب معتمد من قبل منظمة الصحة العالمية لتنمية مواهب الأطفال الأيتام ومعاقي الحرب الفكرية، كما حصل على تكريمات متعددة من رؤساء الدول العربية من بينهم أمين عام مجلس الأسرة في دولة قطر.
المبادرات الخيرية للمعصراني:
انشأ سليمان العديد من المبادرات الخيرية منها: “أطفالكم أطفالنا” حيث تضمنت الحملة 7 شحنات أدوية لعلاج السرطان و5 شحنات لعلاج مرض اللشمانيا، كما تمكن من علاج 312 طفلا أُصيبوا بحروق وخضعوا إلى عمليات ترميم وعلاجات، كما تم تركيب أعضاء قدم ويد إلى 18 طفلا بسبب البتر، بالإضافة إلى تركيب حلزون وقوقعة أذنية إلى 64 طفلا و33 سماعة طبية للأذن، أما في مبادرة “سحوركم وفطوركم علينا” تم توزيع ما يقارب 1200 وجبة فطور وسحور يوميا على المُهجرين، وفي مبادرة “أعيادكم أعيادنا” تم توزيع 3 شحنات ألبسة وأحذية وبطانيات شتوية على الأطفال المُهجرين، كما شارك سليمان في ماراثون توقف عن التدخين “انطلق للحياة”.