صفاء قمري.. عالمة في قائمة 100 امرأة ملهمة

سراج– بيلسان عسلية- نذرت صفاء قمري من مدينة سوريا حياتها لسنوات طويلة في الأبحاث الزراعية، توصلت من خلالها لأصناف نباتات مقاومة للفيروسات وذات إنتاجية عالية تسهم في دعم المزارعين الصغار وتحفظ الأمن الغذائي في المنطقة، وكان منها فصيل من الفول يستطيع مقاومة فيروس السوس الأصفر “FBNYV”، الذي يُصيب أنواع عديدة من البقوليات وينتشر في الأماكن ذات الحرارة المرتفعة، مما جعل المزارعين يُصابون بالذُهل عند مشاهدة محاصيلهم تتحول إلى اللون الأصفر والأسود ومن ثم التلف، وبعد محاولات عدة توصلت العالِمة إلى الحشرة التي تقوم بنقل العدوى والتي تُسمى حشرة “المن”، وركزت القمري دراستها لتجهيز أماكن لتكاثر حشرة المن؛ لتقوم بعدها بتعريض نباتات الفول على الحشرة واكتشاف أصناف من النباتات المقاومة للفيروس ومحاولة إكثارها.

ووجد الباحثون أن الفيروس كان منتشراً بالفعل في العالم، لكن لم يجري الكشف عنه إلا بعد إعلان مصر عنه، وتمت تسميته بفيروس اصفرار وموت الفول، وعن اكتشاف الفيروس قالت صفاء ” عندما وصلت إلى مصر هالني ما شاهدته، رأينا حقولًا سوداء كان مشهد حقول الفول صادماً، وأجمع الباحثون على أنه شيء جديد لم يشاهدوا مثله من قبل” وتابعت:”الصدمة ولدت فضولاً بحثيًّا ورغبة ملحَّة لاستكشاف الفيروس الجديد، فجرى أخذ العينات إلى المعامل في سوريا؛ لفحصها ومحاولة فك الشفرة الجينية للفيروس، لم تتطابق العينات مع أيٍّ من أنواع الفيروسات الموجودة عندي في المختبر، بعدها أرسل الفريق العينات إلى مختبر في ألمانيا، واستطعنا أن نتأكد أنه فيروس مختلف عن الفيروسات المعروفة ولأول مرة يُكتشف، وبعدها ولمدة 33 عامًا أصبح هذا الفيروس هو شغلي الشاغل، خاصةً مع بداية رصد سلالات منه في دول أخرى في الشرق الأوسط منها: تركيا، تونس، الأردن وغيرها من البلدان”.

وبذلك لمع اسم العالمة السورية صفاء القمري لتحصد لقب أكثر النساء المؤثرات في سوريا، ونالت على درجة عربية وعالمية كما انضمت إلى قائمة أكثر 100 امرأة ملهمة لعام 2020.

الدرجات العلمية لِصفاء:

حصلت القمري على درجة البكالوريوس من كلية الزراعة في جامعة حلب وذلك عام 1985، وعلى الماجستير لوقاية النبات من كلية الزراعة في جامعة تشرين عام 1994، ودرجة الدكتوراه في وقاية النبات من كلية الزراعة في جامعة حلب وذلك عام 2002، وركزت القمري خلال فترة دراستها على الفيروسات التي تفتك بالنباتات مما يؤدي إلى نتائج زراعية واقتصادية غير مرضية، وقالت “إن المزارعين الفقراء لن يجدوا ما يأكلوه في حال فقدوا محاصيلهم الزراعية” لتثبت لنا أن العلم مرتبط بالإنسانية.

الحياة العملية للقمري:

عملت صفاء في المركز الدولي للبحوث الزراعية “ايكاردا” واستلمت العديد من المناصب في المركز، حيث شغلت منصب العضوية في المؤتمر العربي لوقاية النبات، إضافة إلى عملها كرئيسة تحرير النشرة الإخبارية الخاصة التي تصدر عن الجمعية العربية لوقاية النبات في البلدان العربية، كما تولت منصب رئيسة لجنة التعريب في الجمعية إضافة لكونها رئيسة لجنة المطبوعات لوقاية النباتات، وتم اعتمادها لتكون ممثلة لمنطقة غرب آسيا ضمن مجموعة العمل الدولية لوبائيات أمراض النبات الفيروسية، كما أشرفت على طلاب الدراسات العليا وحازت على فرصة لتدريب حوالي 300 باحث من مختلف دول العالم.

منشورات صفاء قمري:

نشرت العالمة السورية العديد من المقالات في مجالات مختلفة كما شاركت في تدقيق وتأليف عدد من الكتب، حيث نشرت 112 مقال في مجالات مُحكمة، 12 مقال في مجالات محلية، 13 مقال ضمن منشورات مؤتمرات علمية، كما شاركت في كتابة 8 فصول بعدد من الكتب العلمية إضافة لمشاركتها في تدقيق 9 كتب وملخصات.