
عالِم سوري يبدع في مجال النانو تكنولوجيا
سراج-بيلسان عسلية- رغم الحصار على مدينة سوريا إلا أن الإبداع لا زال يخرج من بين جدرانها، بعد تعمقه في مادة “البورون” لمدة 40 عاما، تمكن العالم إحسان البستاني من اكتشاف تراكيب في المادة على مستوى المُكوّنات الذرّية واعطائِها استخدامات متنوعة في علوم الفضاء، حماية السطوح والطب خاصة في مجال معالجة السرطان ومكافحته، وبعد تدقيق مراكز البحوث الذرية في أمريكا، أوروبا واليابان في اكتشافات البستاني أعطته تقديرا عاليا ونشرت له ما يقارب 40 بحثًا علمياً في مراجع علمية كثيرة.
تناول البستاني أبحاثا ونشاطات علمية متعددة في مجال الفيزياء والكيمياء التي وصفها بأنها “الكيمياء المُبرمَجة” وعن اكتشافاته يقول” سجلت اكتشافات علمية بإسمي في مجموعة من دوائر البحوث العلمية الدولية، كما ساهمت في إصدار ثمانية كتب باللغة الإنجليزية متخصصة في كيمياء الجسم الصلب، شرائح الكريستال ومكوّناتها ومقاطع الجزيئات الذريّة ووظائفها، بالإضافة إلى كتب متخصصة في مادة البورون وهي مادة غير معدنية تُستخدم كثيرا في صناعة اللدائن الفولاذيّة والسيطرة على التفاعلات الذريّة”.
اكتشف إحسان أعداداً سحرية بالجزيئات الذرية للبورون ونال على اهتمام مراكز البحوث الذرية، وشرح تلك الأعداد بقوله:” تحتوي نواة الذرة على مستويات من الطاقة تتدفق في مسارات تُدعى” القشور الذرية”، كما يوصف عدد البروتونات والنيوترونات في هذه القشور بالأعداد السحرية، وفي ذرات المعادن تشير تلك الأعداد إلى الإلكترونات التي تدور في القشرة الإلكترونية للذرة، وهي تحيط بنواتها كما يحيط الغلاف الجوي بالكرة الأرضية”، وتابع:” هناك رابط ساحر في تلك الأعداد على غرار أنها تتوالى على الشكل التالي 2،8،20،28،50،82، ونلاحظ أيضا أن الجزيئات التي تحتوي على مجموعات من هذا النوع من الأرقام السحرية للإلكترونات تكون طاقة الروابط بين مكونات أنوية ذراتها أعلى مما يُشابِهُها من المواد، ومع ارتفاع طاقة الروابط بين مكونات النواة، تُصبح الذرّة أكثر استقراراً”.
الحياة العلمية والعملية لـِ إحسان:
درس البستاني في مدارس حلب وتميز بإبداعه منذ الطفولة كما أظهر اهتمامًا بالغاً بالعلم والتحق بجامعة حلب واختص بعلوم الرياضيات، ثم انتقل إلى برلين ليكمل مسيرته التعليمية والتحق بجامعة برلين ليدرس علوم الفيزياء النظرية، وفي عام 1981 حصل على درجة الدبلوم في الهندسة الفيزيائية، كما قدم الدكتوراه بتخصص الكيمياء النظرية وعلم الجزيئات الذرية في جامعة برلين، وعمل إحسان في جامعة فوريتال الألمانية بعد اعتماده كبروفيسور في الأبحاث، كما عُيّن عضوا بالهيئة التدريسية في الجامعة ذاتها.
شارك البستاني في عدد من الندوات العلمية المتخصصة وكان محاضراً فيها، وشارك في عدد من المحاضرات التي تحدث فيها عن الأنابيب البوريه واستخداماتها والتطورات المرتبطة بالمادة مُرَكِزا على المجالات المتعلقة بالنانو تكنولوجيا وعلم صناعة الطيران، كما تحدث عن الاكتشافات العلمية التي أبدع فيها في جامعتي أتلانتا ونيوجيرسي، وفي عام 2012 تلقى العالم دعوة لإلقاء محاضرة في المؤتمر الدولي الثالث لعلم النانو تكنولوجيا، إضافة لمشاركته في ورشة عمل أُقيمت في دمشق عن الحسابات عالية الأداء والمتعلقة بتقنيات الحوسبة المتطورة، ويُعتبر البستاني هو العالم العربي الوحيد الذي شارك في مؤتمر عام 1997 الذي عُقد في أتلانتا.
أبرز مؤلفات البستاني:
كان لـ إحسان مؤلفات متعددة من أبرزها: النمذجة الكيماوية، التطبيق والنظرية، إضافة إلى مشاركته بكتابة بحث مع علماء آخرين بعنوان “بحث عن البعدين الثنائيين الأكبرين لتجمّعات البورون search for the largest two dimensional aggregates of boron”.
وفي حديث للبستاني عن العلم والعلماء قال:”من أكثر ما يُميز العالم والباحث السوري هو قدراته العالية وثقته بنفسه ووجود الإمكانيات البحثية بالإضافة إلى التاريخ والتراث الإنساني الطويل”.