
حلا عويسي.. الإعاقة لم تقف عائقا أمام إبداعها
سراج– فلسطين- صبا مطر- بعفويتها وبراءتها تتعايش حلا عويسي (12 عاما) من مدينة رام الله، مع الإعاقة التي لازمتها منذ ولادتها، كونها من ذوي الاحتياجات الخاصة، لكنها لم تستسلم وبكفاءة عالية جمعت بين الدراسة واللهو في مدرستها؛ لتطوير ذاتها بمساعدة والدتها أي داعمها الأول.
واجهت “عويسي” العديد من الصعوبات والمعوقات الإجتماعية والدراسية، لعدم قدرتها على الدراسة بالأساليب المعتادة بين الطلبة، إلا أن تحفيز وتشجيع والدتها زاد من إصرارها على التعلم ومواجهة الصعوبات، وباشرت بالذهاب إلى مراكز النطق للتطوير من ذاتها بمرافقة داعمها الأول.
تطوير شخصية ذوي الاحتياجات الخاصة:

تنظر ساجدة عويسي إلى ابنتها بفخر وتقول” رغم الصعوبات يلي مرينا فيها إلا أنه حلا عندها حب للدراسة وللتعلم” وتابعت “كان في معلمة خاصة لبنتي بتروح معها على المدرسة، بس هاي السنة قررت انا اروح معها، بلشت تتشجع وتدرس تحسنت كثير وصارت تجيب علامات كاملة بامتحاناتها”، وأضافت ” بنتي صار عندها شجاعة أكثر مني، صارت تطلع على الإذاعة وتلقي وتقرأ قرآن”.
بدورها، قالت عبلة مصطفى معلمة ذوي الاحتياجات الخاصة في مدرسة فيصل الحسيني “الأهل لهم دور كبير في تحسين وتطوير شخصية أبنائهم سواء من أطفال ذوي الاحتياجات الخاصة أو الأطفال السالمين” وأضافت ” يوجد أساليب خاصة لتعليم الأبناء وتحسين قدراتهم على الصعيدين الاجتماعي والأكاديمي”.
دمج ذوي الاحتياجات الخاصة بالمجتمع:
يُعد دمج ذوي الإعاقات في المجتمع مع أقرانهم له تأثير كبير على تطورهم وتنمية شخصيتهم بشكل إيجابي وملحوظ، وإذا لم يتم مزجهم بالشكل المطلوب فإنهم يصطدمون بصعوبة الإندماج في المجتمع، وتعتبر النظرة السائدة بين المجتمع لذوي الإحتياجات الخاصة واحدة من أكبر المشكلات التي تواجههم، إضافة إلى ردود الفعل الصادرة عنهم من القلق والشعور بالذنب؛ بسبب موقف الآخرين تجاههم، والتي تشمل الرفض، العزلة والحماية الزائدة.
وبلغ عدد ذوي الاحتياجات الخاصة في المدارس الحكومية 6135طالبا، وأكثر من 27% منهم ما بين 6-17 عاما غير ملتحقين بالتعليم.
حُقوق مُنتهكة:
تكفل اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق ذوي الاحتياجات الخاصّة حقوقاً مُماثلةً لجميع الأفراد، وتصلُ نسبة ذوي الاحتياجات الخاصّة تصل إلى 15% من إجمالي سكان العالم، أيّ ما يُقارب مليار شخص، يُواجهون حواجز اقتصادية، اجتماعية وثقافية؛ تمنعهم من المشاركة الكاملة والفعّالة في المجتمع؛ بما في ذلك تلقّي الرعاية الصحية، التوظيف والتعليم، إذ إنَّ احتمالية عدم التحاق الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصّة بالمدرسة تصل إلى الضعف مُقارنةً بباقي الأطفال، كما أنهم يُواجهون أحياناً أخطاراً تُهدّد أمنهم، تصل نسبة تعرض الفتيات والنساء منهم من 4 إلى 10 مرّات للعنف مُقارنةً بغيرهن، ما يُعزز ضرورة العمل على تنمية الشخصية من خلال الوسائل المتوفرة.
تعمل جمعية رحيم لرعاية أطفال متلازمة داون في فلسطين على مشاركة مُنتسبيها لأقدر قدر ممكن من الإندماج المجتمعي في المدارس والمرافق العامة، جلسات كثيرة توعوية وحقوقية يقوح بها مدير المؤسسة حير مَّخو، ويقول:” نطرق الابواب للتاكد من عدم حصر اطفال متلازمة في مجتمعمغلق، كون طفل الداون مُقلد بشكل كبير؛ لفإن تواجد مع من يشبهونه لن تتطور قدراتهم”.
ويٌضيف أبو مخو:” لن نهدا في الجمعية حتى نتمكن من تعزيز وجودهم في المدارس الحكومية، وضمن منظومة تعليمية ممتازة متساوية مع أقرانهم بالعُمر، ونحن نقدر الاختلاف بينهم وبين الأطفال الآخرين، ولكن يجب ضمان توفير ما يستحقه هؤلاء المبدعين في مجتمع لم يعطهم فرصة اختبار قدراتهم بعد”.
وأشار أبو مخو إلى ندرة المعلومات والإحصائيات لعدد حالات متلازمة داون في فلسطين، معللا ذلك بسبب عدم وجود جهة متخصصة تعنى بهم من جهة، وان ذوي متلازمة داون يدمجون في الإحصائيات الوطنية ضمن ذوي الاحتياجات الخاصة والإعاقات بمختلف أنواعها.
يبلغ المعدل العالمي لاحتمال الإصابة بها نحو واحد لكل 800 مولود حي، وذلك يشير تقريبا إلى وجود نحو خمسة آلاف حالة في الأراضي الفلسطينية المحتلة استنادا إلى تقديرات المؤسسات الدولية المختصة، علما بأن نسبة الإعاقات في فلسطين هي الأعلى بين دول الإقليم بحسب الإحصائيات الدولية والمحلية التي وثّقها الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، مع ملاحظة انه كلما زاد عمر الأم زادت احتمالية حدوثها.