
ليث حماد و قصصُ من تحدياته لإعاقته
سراج – فلسطين – رام الله- محمد مقبل- بكل حبٍ وإصرار لتخصصه يدرس ليث حماد (28 عاما ) من ذوي الإحتياجات الخاصة في جامعة بيرزيت تخصص إدارة عامة، فلم يستسلم في تحقيق حلمه حتى ولو تقدم في سنه فهو كان وما زال يؤمن؛ بأن العلم لا يِعرف عمراً محدداً، واجه الكثير من المعوقات والتحديات إلا أن تشجيع أهله وزملائه له زاد من تَشَبُثهِ في حُلمه والاستمرار في تحقيقه بأي شكل من الأشكال.
اكتشافه للمرض
يعاني حماد من مرض ضمور العضلات الذي شخصهُ الأطباء أنه ناتج إما عن زواج الأقارب أو وراثيا، يقول حماد ” في بداية حياتي لم أعاني من إي شيء حتى بلغت عمر (7 سنين) بدأت أشعر بالضعف أثناء التحرك والمشي، تم تشخيص حالتي في مشفى هداسا بالقدس المحتلة وتبين أنني أُعاني من ذلك المرض، وعندما بلغت (14 عاما ) أصبح الأمر أصعب، وأردت الحصول على كرسي متحرك لتسهيل تنقلي”.
التحديات أثناء الدراسة
لم يكن من السهل عليه إكمال مسيرته التعليمية في المدرسة وذلك؛ لعدم توفر مرافق تساعده في التنقل بواسطة الكرسي المتحرك فتوقف عن التعليم وأخذ قسطا من الراحة، إلا أنه بعد فترة قليلة أراد المثابرة والتميز فبدأ الدراسة في أحد المعاهد بدرجة الدبلوم تخصص (جرافيك) وكان يتنقل من بلدته بيتونيا إلى المعهد عن طريق الكرسي المتحرك ويضيف” كان من الصعب علي أن أذهب إلى المعهد؛ لعدم توفر الإمكانيات التي تساعدني في التنقل بواسطة عربتي إلا أن الحلم و الهدف كانا الحافز الأول لدي لإكمل هذه المرحلة من عمري والحمدلله أنني إجتزتها وتميزت بها”.

بإبتسامته الجميلة كان يخرج مع أصدقائه في مواكبهم الكشفية التي زادت من محبته وأرتباطه بالاخرين، وبالتالي كَثُرَ داعموه وتعلق بأحلامه بطريقةٍ جنونية فأصبح عنيداً مكافحةً لكل الظروف متشبثاً واثقةً من أنه سيحقق أفضل النتائج خلال الفترة القادمة في حياته.

ويضيف ” بعد انجاز الدبلوم طرحت عملي على بعض المسؤولين، من أجل وظيفة فَعُرض علي اعلان لدى إحدى شركات الإتصالات الفلسطينية وتقدمت لها وتمت الموافقة رغماً عن مستواي التعليمي، لكن طموحي وإجتهادي من أجل العمل بقي حاضرة وبعد سنوات تمت ترقيتي إلى قسم الموارد البشرية (HR) لخبرتي وفضل محبة الناس لي”.
تمكن حماد من إجتياز الثانوية العامة بعد دعم أصدقائه بالشركة له وحصد معدل بدرجة جيد جدا وكان حلمه الدراسة في جامعة بيرزيت وهذا ما حققه أيضا فتفوق في السنة الأولى بمعدل 88% ولكنه بالمقابل تخلى عن عمله بالجرافيك؛ لأنه أراد التركيز على دراسته أكثر، ولكي لا يقع بدائرة الضياع بين عمله و دراسته، يقول أخاه علي حماد ” اخي ليث كان من أكثر الناس مثابر لما أرى شخصا بمثل عزيمته وإرادته، وكنت دائما أصطحبهٌ إلى المدرسة أنا و أخوتي وأبناء عمومتي؛ لأننا كنا نرى مدى حبه لدراسته ورغبته بالتفوق بحياته وهذا حق وواجب علينا أن نكون من أقرب الداعمين و المؤيدين له”.
نصائحه لذوي الاحتياجات الخاصة
يتوجه حماد الى جامعته بكل روحٍ ومعنوية عالية يتنقل بين أزقتها بعربته ويبث الأمل لكل من يعيش مثل معاناته فيقول ” أُريد أن أكون قصة تحدي لكل شخص يشبهني، واريد أن اخبر إي شخص يعاني من إعاقة أنها ليست نهاية الحياة فكل من يريد التفوق والتقدم يسعى لتحقيق أحلامه وأهدافه فيجب علينا أن نبرز أنفسنا بالمجتمع ونتحدى كل المعوقات لفتح كل الأبواب المغلقة أمامنا ولا ننسى صبرنا فالفرج يأتي من وراه” ويضيف في النهاية ” الحمدلله على كل حال”.
تشير النتائج النهائية لجهاز الإحصاء المركزي الفلسطيني للتعداد العام للسكان والمساكن والمنشآت عام 2017 إلى أن عدد السكان الفلسطينيين ذوي الإعاقة في فلسطين قد بلغ 92,710 أفراد منهم 44,570 فرداً في الضفة الغربية، و 48,140 فرداً في قطاع غزة.