
محمد الجندي… سوري يحصل على جائزة السلام للأطفال
سراج– بيلسان عسلية- تكريما لجهوده في دعم تعليم الأطفال المشردين جراء الحرب، نال الشاب السوري محمد الجندي (21 عاما) جائزة السلام الدولية للأطفال عام 2017، وذلك خلال حفل أُقيم في مدينة لاهاي الهولندية، بعد قيامه بتأمين التعليم لـ 200 لاجئ سوري، بعضهم لا تتجاوز أعمارهم الـ 5 أعوام؛ عن طريق بناء مدرسة لهم بمخيم اللاجئين السوريين قرب العاصمة اللبنانية بيروت، وتدريسهم اللغة الإنجليزية والرياضيات، إضافة لهوايته المفضلة التصوير.
ووسط حضور كبير لوسائل الإعلام العالمية، ومجموعة من ضيوف الشرف ضمّت نخبة من الشخصيات البارزة، بينهم صاحب السمو الملكي الأمير علي بن الحسين من الأردن، وعددٌ كبير من سفراء الدول، وقامت الفائزة بجائزة السلام الدولية للأطفال ملالا يوسفزاي، بتسليم جائزة السلام الدولية للأطفال 2017 لِنظيرها محمد الجندي في احتفال نظمته مؤسسة “KidsRights” الهولندية المانحة للجائزة، وعلقت ملالا على منح الجائزة للجندي قائلة: “إن مستقبل سوريا بأيدي هؤلاء الأطفال، ومستقبلهم يبقى مرتبطا بتعليمهم”.
وأعرب الجبري عن سعادته لحصوله على الجائزة قائلا “أنا سعيد جدا لتسلمي هذه الجائزة، صحيح أن معظم اللاجئين السوريين يعيشون ضمن ظروف مزرية لكننا لسنا بحاجة إلى الشفقة نحن أقوياء، وما نحتاج إليه حقا هو إيجاد فرص للمستقبل، والسبيل إلى ذلك هو التعليم”، وتابع:”شعرت بالسعادة لأنني لم أكن مجرد مدرّس، بل صديق، وأصبحنا أسرة، نحن أقوى معا”، كما دعا العالم لإعطاء الفرصة للاجئين السوريين ومعاملتهم كأشخاص طبيعيين، قائلا:” أؤكد لكم أننا أشخاص مثلكم، ونعيش في العالم نفسه”.
وعن ترشيحه للجائزة قال:”تم ترشيحي للجائزة من قبل رابطة السوريين للمواطنة، الرابطة كانت على اطلاع على المشاريع التي قمت بها، ودعمت أيضاً الكثير منها، ولا أظن أنه يوجد حدث معين جعلني تحت الأضواء، فالسبب هو كثرة المشاريع التي قمت بها بهدف تعليم الأطفال، ومنها المدرسة ودروس اللغة الإنجليزية في مدينة عاليه اللبنانية، ودروس إنجليزية متنقلة، ومشاريع تعليم التصوير للأطفال، وعدة مشاريع أخرى”، وأضاف:”لم أكن الوحيد، فقد تم ترشيح العديد من الأطفال السوريين للمرحلة ما قبل النهائية، ولم يكن من المتوقع أن أفوز بها، أو أظن أنني لم أفكر بالأمر كثيراً، لأنني لا أستطيع أن أعلّق أملي بشيءٍ غير مضمون”.
إنجازات الجندي:
بدأ الجندي بدراسة العلاقات الدولية بجامعة مالمو في السويد ويعمل على انشاء مشروع جديد في المكسيك لمساعدة اللاجئين من هايتي، وفي عام 2021 شارك بالفيلم السينمائي Bigger than us الذي عُرض بمهرجان خان السينمائي في فرنسا، وفي عام 2018 رشحت اللجنة المنظمة لجائزة “MTV EMA generation change” محمد الجندي للفوز بجائزة عالمية بعد فوزه بجائزة السلام، وتنافس الجندي مع أربعة آخرين من أفغانستان، بريطانيا، نيجيريا والولايات المتحدة الأمريكية، كما دعت منظمة “kids rights” عبر حسابها في تويتر، إلى دعم الجندي والتصويت له؛ لأن حصول محمد على هذه الجائزة يساعد بتسليط الضوء على قضية تعليم الأطفال السوريين اللاجئين، كونه أحد هؤلاء الأطفال الذين حرموا من حقهم بالتعليم لعدة سنوات بسبب الحرب، ولكنه اختار أن يناضل من أجل وصوله ووصول أطفال آخرين معه لمقاعد الدراسة من خلال عدة مشاريع تعليمية.
جائزة السلام الدولية للأطفال:
تُمنَح جائزة السلام الدولية للأطفال سنوياً للطفل الذي يساهم بشكلٍ كبير في الدفاع عن حقوق الأطفال، وتحسين أوضاع الأطفال المعرضين للخطر، وهذه الجائزة هي مبادرة من مؤسسة حقوق الأطفال “KidsRights“، وتُسلم من فائز لآخر خلال مراسم الاحتفال بجائزة نوبل الجديدة، ويحصل الفائز على منحة دراسية ومنصة عالمية للدفاع عن حقوق الطفل، كما يتم استثمار 100 ألف يورو في مشاريع مرتبطة بمجال عمل الفائز.