منيبة مزاري… أول سفيرة باكستانية لهيئة الأمم المتحدة

سراج -بيلسان عسلية- تعرضت الشابة الباكستانية منيبة مزاري (34 عاماً) لحادث سير مؤلم منذ 14 عاماً كان سيودي بحياتها. مما أسفر عن حدوث شلل نصفي لها؛ بسبب وجود كسور متعددة في الرقبة، الصدر وتضرر الحبل الشوكي. رغم تلك الأضرار التي حدثت لها، إلا أنها لم تستسلم لتلك الظروف، وقررت العودة لحياتها الطبيعية وممارسة هوايتها بالرسم من جديد. كونه الحلم الذي كانت تطمح به طيلة حياتها، وبدأت بالعمل جاهدة لتحقيق هذا الحلم.

طلبت مزاري من أصدقائها جلب مجموعة أدوات الرسم الخاصة بها وهي على السرير الطبي، لإكمال هوايتها التي بدأت بها مسبقاً. لكن محاولاتها بالرسم باءت بالفشل، إلا أن الإصرار كان حليفها ومرةً تلو الأخرى نجحت في حلمها. وملئت جدران المشفى باللوحات المعبرة التي إستطاعت من خلالها أن تعبر عن حالتها النفسية، وأن تنجز شيئاً جديداً في الحياة. وقد أحب الجميع لوحاتها التي تخفي ورائها الكثير من الأسى والحزن.

وخلال الحفل الخاص بمعرض إكسبو في دبي، أطلقت مزاري كلمة خاصة للجمهور قائلة “يتم تصنيف الناس المختلفين على أنهم معوقين، أو مشلولين وغيرها من المفردات، ولكن اليوم جئت إلى إكسبو 2020، الذي يجمع الكثير من الناس من مختلف الثقافات والأعمار. لأُشَجِعهم على استبدال كلّ تلك الكلمات السلبية بأخرى إيجابية، مثل أشخاص شجعان، أو مرنون وغيرها”، وتابعت:”خوفي الأكبر كان في مواجهة الناس، ليس لأنني لا أريد ذلك، كنت أتجنب رؤية شعور التعاطف الذي يظهر في أعينهم تجاه وضعي. ولكنني واجهت خوفي، والخوف الثاني كان في عدم تمكني من أن أصبح أما، وهذا الأمر كان يحزنني جداً. إلى أن تبنيت طفلاً، أصبح كل شيء جميل في حياتي، وهكذا بدأت بمواجهة مخاوفي واحدةً تلو الأخرى”.

الحياة الزوجية لمنيبة مزاري:

انفصلت منيبة مزاري عن زوجها عام 2007، وذلك لعدم قدرتها على الحركة أو الإنجاب، بسبب الحادث الذي تعرضت له، إلا أن حبها للأطفال دفعها لتبني طفل من أحد قرى باكستان وأطلقت عليه اسم “نايل”.

الإنجازات التي حققتها:

لم تقف مزاري عند الإنجازات التي حققتها، بل أكملت دراستها في كلية الفنون التطبيقية وحصلت على درجة البكالوريوس بدرجة عالية. وخاضت المجال الإعلامي والاستعراضي فكانت أول إعلامية وعارضة أزياء بكرسي متحرك في الباكستان، وواصلت نجاحها فعملت مذيعة بالتلفزيون الوطني الباكستاني. وتم إدراج اسمها ضمن قائمة أكثر السيدات تأثيرا وفقا لمجلة BBC لعام 2015، كما اشتركت بالعديد من الندوات والبرامج التحفيزية، بالإضافة إلى تعيينها سفيرة لهيئة الأمم المتحدة للمرأة في الباكستان، وكانت أول الإناث الحاصلين على هذا اللقب في بلدها.

الشعارات الخاصة بها:

كان لمزاري العديد من الشعارات والجمل الحماسية التي تستخدمها في خطاباتها بالعديد من المناسبات، والتي يعتبرها البعض أحد أنواع الطاقة الإيجابية؛ لسر تأثيرها وانتشار أفكارها الحماسية لمواجهة تحديات الإعاقة. وتعتبر رسالتها الأشهر للعالم هي “أنت البطل الوحيد في قصة حياتك، والأبطال لا يستسلمون أبدا”.