
ولاء الجمل… صماء تعَلمَت وتُعلم الأطفال الصُم
سراج– فلسطين- صمود مسلط- بين جدران الصفوف المدرسية، تمارس المعلمة ولاء الجَمل (28 عاما) من بيت سوريك عملها كمتطوعة في مدرسة الاتصال التام، في مجال لغة الإشارة الفلسطينية، حيث عملت على صقل مهارتها في التعليم، واكتسبت خبرة واسعة خلال فترة الثمان سنوات من تطوعها لصالح تعليم الطلبة الصم؛ لإيمانها بضرورة تسليح تلك الفئة بالتعليم الجيد.
تعمل ولاء كمتطوعة في المدرسة التي تخرجت منها، والتي التحق بها اخوانها الصم الثلاث، كما أنها تشعر بإنتماء لذلك البيت الذي درست به، لكن نقل المدرسة إلى مبنى جديد في حي الطيرة جعل الأمر أكثر صعوبة عليهم، لبعد المكان وزيادة نسبة تكاليف المواصلات.
خلال دراستها لتخصص التربية، واجهت الجمل صعوبة بالوصول إلى كُليتها، كانت تتجه من قريتها إلى مدينة رام الله، التي تبعد 15 كم عنها، مرورا بحاجز قلنديا المعروف بأزمته الخانقة، بالإضافة لإنتظارها ساعات عديدة لإيجاد وسيلة نقل، ورغم تلك العوائق إلا أنها تخرجت من كلية إنعاش الأسرة بتخصص تربية الطفل ووفرت لها ما تحتاجه من ترجمة للمحاضرات ، وعن طموحها تقول: ” أُحب أن أُكمل تدريسي مع الأطفال وأتمنى أن يتم تثبيتي كمعلمة وليس متطوعة، أطفال الصم يجب التعامل معهم من قبل معلمة متخصصة في تدريس ذوي الإعاقة السمعية “.
بدورها، قالت مترجمة لغة الإشارة أسمهان عصفور” ولاء أثبتت حالها بأكثر من مكان ومُناسبة، هي تجاوزت الإعاقة السمعية وما خلت حاجز قدامها، على الرغم من انو نفسيتها رقيقة وبتتأثر بسرعة، ولكنها فصلت بين المشاعر والإنجازات العملية”، وتابعت ” تعتمد ولاء على قراءة الشفاه، وتحاول الإعتماد على نفسها من خلال القراءة والكتابة، كما أنها طورت مهاراتها في الاتصال والتواصل، بالإضافة لدقتها العالية في الملاحظة، قدرت تكتشف مشاكل نفسية عند بعض الطلاب، وتبلغ الإدارة بضرورة الإسراع في متابعة الطلبة والعمل على وضع خطة علاجية لهم”.
إنجازات ولاء الجَمل:
تحدت ولاء كافة الصعوبات والعقبات التي خرجت أمامها، حتى أصبحت باحثة ميدانية، لم تقف عند ذلك اللقب، بل باجتهادها حصلت على تدريب متخصص في الإرشاد الوظيفي للنساء من ذوي الإعاقة، وكان ذلك بدعم من مؤسسة الاديوكيد الإيطالية، كما شاركت بإعداد بحث بمشاركة زملائها من ذوي الإعاقة، خلال تدريب نظمته الاديوكيد، حول تشكل هوية طلبة ذوي الإعاقة بالمؤسسات الإيوائية التعليمية في محافظات الوسط.
تُعد ولاء نموذجا للفتاة الصماء المثابرة، وتقول ” أنا أُدرك تماما أنني انجزت ما لم ينجزه السامعين، وسأتحدى القادم لأصل لما هو أفضل ضمن خطة واضحة، وأدعو كافة الزملاء الصم لوضع خطة لسنواتهم القادمة وأن يسعوا جاهدين نحوها”.
Tag:الاديوكيد, متطوعة, مدرسة, معلمة, ولاء الجمل