يمان أبو جيب… سوري يُلقب بِشاب الطاقة الشمسية

سراج– بيلسان عسلية- مشاهد فوز الشاب السوري يمان أبو الجيب في مسابقة نجوم العلوم عام 2005 لم تمحى من ذاكرة الكثيرين منا، فإنتاجه لغسالة Glean كان لامعاً بين كثيرين من زملائه العرب، عاد أبو الجيب بقوة إلى ساحة الاختراعات بعد إعلانه عبر صفحته على الفيسبوك عن نشر كتابه بعنوان “أساسيات وتطبيقات أنظمة الطاقة الشمسية الكهروضوئية” بالتعاون مع دار النشر “Springer Nature“، وذلك على منصة أمازون، وسيتم اعتماد الكتاب في بعض جامعات الولايات المتحدة الأمريكية، حيث شمل الكتاب رحلة تلخيص على مدار عشر سنوات من العمل والتحصيل الأكاديمي، وذلك ضمن 299 صفحة، عَمِلَ من خلالها على تبسيط المفاهيم الهندسية والفيزيائية المعقدة حتى أقدم نسخة حديثة وسهلة الفهم لطلاب الهندسة وخريجيها.

المُلهم الأول لِيمان:

نجاح يمان لم يكن وليدة اللحظة، بل تراكم لتفاصيل صغيرة منذ الصغر، كان لجده دور كبير بها؛ يقول:”منذ بداية الوعي لطفل وجد أنّ جدّه يملك غرفة بأكملها تسمى غرفة المكتبة، لا يكاد يكون فيها أي فراغ دون كتاب أو مجلد، لمنزل والديه الذي دائما ما كانت المكتبة جزء أساسي و متجدد فيه، كنت دائماً أتعجب من قدرة جدي على الكتابة و الإبداع على مدار خمسين عاماً و الذي لخصها بجملة فيها من البساطة و التعقيد الكثير… “ثق بنفسك.. ثق بربك!” جملة تلخص عشرات الكتب والمجلدات التي ألفها ومئات الكتب التي قرأها”.

وعن اتفاقه مع دار النشر قال”لم يكن لدي أي هدف سوى أن أقدم هذا الكتاب هدية لجدّي أولاً و أهلي ثانياً عرفاناً مني لما قدموه لي بكل دقيقة من بيئة صالحة تحب العلم وتشجعه، كنت أسابق الوقت لاُّقدم هذه الهدية لجدي وقد بلغ من العمر ما بلغ، سعادتي كانت لا توصف عندما شاركت خبر نشر الكتاب معه وهو بكامل صحته ووعيه، وقد رأيت في عينيه من السعادة ما يكفي ليخرج أي شخص من هموم حياته في المغترب”، وتابع:”أحببت أن أشارك هذه التفاصيل معكم على أمل أن أنشر القليل من الأمل في هذا الجيل الذي لا تكاد أن تكون مصيبة في الأرض فكرية أو مادية إلا وقد حلت به، لا شك أننا في وضع مأساوي يجعل الحليم حيران، لكن كل الأمل أن الأوقات الصعبة تصنع رجال يعيدون أوقات الرخاء والرفاه العلمي والثقافي الذي طال غيابه عنا”.

إنجازات أبو الجيب:

حصد يمان فوزا مذهلا، حيث حصل على المركز الأول في الموسم السابع من برنامج “نجوم العلوم“، ليكون أول سوري يفوز بلقب البرنامج التلفزيوني العلمي الرائد في العالم العربي، وذلك بعد ابتكاره غسالة محافظة للبيئة تُدعى “جلين” Glean، حيث جمع بين كلمتي Green للدلالة على أنه صديق للبيئة، و Clean تشير إلى مهمته الأساسية وهي التنظيف.

تمتاز Glean بقدرتها على إعادة تدوير المياه المستخدمة في الغسلات السابقة، موفرة بذلك 30% من استهلاك المياه، كما إنها مصممة للعمل مع أي جهاز تجاري لتوليد الطاقة الشمسية أو السخان الشمسي، وتؤمن درجة الحرارة المطلوبة من قبل المستخدم دون الحاجة للسخانات الداخلية ضمن الحاجة موفرة بذلك 60% من استهلاك الكهرباء، كما أنها على نحوين، الأول: يمكن استخدامها في المنازل والمنشأت الصغيرة، والشكل الأخر كبير وصناعي يمكن استخدامه في المصانع والشركات الكبيرة.

وجاءت فكرة ابتكار يمان بعد أن لاحظ الانقطاع الدائم للكهرباء في بلاده، وكيف تعاني والدته وربات البيوت من عدم القدرة على إنهاء الأعمال المنزلية، فقرر تطوير غسالة لتعمل بالطاقة الشمسية، وحصل على منحة دراسية بجائزة تُقدر بـ 300 ألف دولار، ليكون أول شاب سوري يفوز باللقب منذ بداية المسابقة، وكان قد تنافس أبو الجيب مع شبان آخرين ضمن 12 أسبوع متواصل، وذلك ضمن المبادرات التي ترعاها مؤسسة قطر لتنمية المهارات لدى الشباب العربي التي توفر للرابحين مع الوقت فرصة إطلاق منتجهم تجارياً.

الدرجات العلمية لِيمان:

حصل أبو الجيب على درجة البكالوريوس في كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية من جامعة دمشق عام 2016، والماجستير في العلوم بجامعة أركنساس في ليتل روك بالولايات المتحدة الأمريكية عام 2017، كما حصل على الماجستير في الطاقة المتجددة والابتكار في معهد أوريغون للتكنولوجيا في الولايات المتحدة الأمريكية عام 2018.

المناصب العملية لِأبو الجيب:

يعمل يمان كمدرب ومدرس مساعد في معهد أوريغون للتكنولوجيا الواقع في الولايات المتحدة الأمريكية منذ عام 2018، وهو صاحب المركز الأول في مسابقة نجوم العلوم لعام 2015 على قناة MBC، ووصل مشروعه Glean إلى المرحلة النهائية في برنامج “سيريوس” في المملكة المتحدة برعاية وتمويل ودعم رواد الأعمال والشباب من جميع أنحاء العالم، وتم اختياره كأحد أفضل 5 مبتكرين عرب من قبل منصة ” إم آي تي تكنولوجي ريفيو” ووصل إلى النصف النهائي في مسابقة “GIST TECH” باختراعه “PenCam”، كما شارك بدراسة وتنفيذ واحدة من أكبر المنظومات الكهربائية في سوريا.

كما عمل خلال فترة دراسته على تدريس 6 صفوف، بما يتعلق بمبادئ الدارات الكهربائية لطلاب الهندسة الكهربائية، بالإضافة لعمله في شركة PacifiCorp لمدة عام كامل، والتي تُعد من أكبر شركات الكهرباء بالساحل الغربي للولايات المتحدة، فعمل بها على تكنولوجيا متقدمة بما يخص تحقيق التوازن بالشبكات الكهربائية.

واختتم حديثه قائلا:”كل الشكر لعائلتي التي كانت دائما السند، وللبلد التي لا زلتُ أطمح أن أعيد لها جزءا من ما قدمته لي.. سوريا حبي الأول والأخير”.