“بنحكي بإيدينا”… مبادرة تربط بين السامع والأصم

رام الله – سراج -بلسم سمارة – “بنحكي بإيدينا” اسم اختارته تسنيم زغموري (٢٥ عاماً) وإيناس جاد الله (٢١ عاماً) لصفحة الإنستاغرام الخاصة بهما؛ كناية عن لغة الإشارة التي يستعملها الصم كوسيلة أساسية للتواصل، تهدفان من خلالها إلى دمج الصم في كافة المجالات، وتعريف السامعين بلغة الإشارة وتشجيعهم على تعلّمها من خلال منشورات تعليمية وترفيهية في الوقت ذاته.

الطريق إلى لغة الإشارة

رغم حصولها على درجة الدبلوم في التربية الخاصة من جامعة القدس المفتوحة؛ إلا أنّ حُلمها في أن تصبح مترجمة لغة إشارة لم يفارقها، فأصرت تسنيم على تعلم لغة الإشارة من خلال عدة دورات حتى وصلت لمستوى متقدم فيها.

أما إيناس٬ فإن حبها للغة الإشارة مصدره إخوتها الصم الأربعة، فتقول:” لغة الإشارة كانت حلم بالنسبة إلي من وأنا صغيرة، لأنه حابة أفهم إخوتي وأعرف أتواصل معاهم”، ورغبتها في تصحيح نظرة المجتمعات ـ خاصة الصغيرة منها ـ لذوي الإعاقة، تقول:” أنا كان بدي أوصل لأهل بلدي إنه ذوي الاحتياجات الخاصة من صم وغيره بقدروا يعملوا كل اشي”.

الحق في الدمج

تهتم الصفحة اهتماماً خاصاً بترجمة الأغاني بكافة أنواعها؛ الوطنية والدينية والاجتماعية؛ لتعريف الصم بالمناسبات المختلفة كالمولد النبوي أو يوم الأرض وغيرها، حتى لو لم يتمكنوا من سماع كلماتها وألحانها، يكفي أن يتفاعل المترجم بحركات وجهه وجسده مع الأغنية ليحاكي الشعور أو المعنى الذي تعبر عنه.

تقول تسنيم: “واجب علينا كسامعين نتعلم لغة الإشارة لنزيد المعرفة عند الصم لأنه هذا حقهم، فحتى لو ما بيسمعوها، الأغاني حق الهم”، على صعيد آخر، تُعد الأغاني من أفضل الطرق المتبعة في جذب السامعين لتعلم لغة الإشارة، مما يجعلهم قادرين على ممارستها ولو بشكل بسيط عند مقابلتهم لأصم.

احكي بإيدك!

واحدة من مشاكل عدة يعاني منها الصم؛ ندرة من يستطيع التواصل معهم في المجتمع؛ ما يزيد من شعورهم بالغربة والانعزال، لذا تحرص إيناس على عقد دورات لتعلم لغة الإشارة وتشجيع السامعين على الانخراط فيها، فأتمت عقد ثلاث دورات حتى الآن وتحضّر حالياً للدورة الرابعة، وتقول:”زي باقي المهارات، ما بتكفي الدورات النظرية لإتقان لغة الإشارة، لازم كمان نمارسها عملياً ونتواصل مع الصم، فما تترددوا في الحكي معهم، لأنهم بحبوا يعملوا صداقات جديدة”.